مقابلة حصرية مع الشيف دعد أبو جابر المميزة بوصفاتها اللذيذة، حبها لفن الطهي، تواضعها، وتعاملها اللطيف مع الجميع. تخبرنا في هذا الحوار الممتع عن بدايتها كشيف، شغفها للطهي وعن مشاريعها المستقبلية.

ادارة الاعمال والاقتصاد هو إختصاصك الجامعي، هل كان الطهي مجرد هواية لديك؟
 

الطهي شغفي منذ الصغر، لكن درست الاقتصاد والإدارة لأني وجدته تخصص ممكن أن أعمل به. وأيضاً لأني أحبه خاصةً الاقتصاد.

 

كان عملك في مجال البنوك والتامين، كيف قررتي تغير مجال عملك ؟

 

هوايتي وحبي للطهي كان ملازماً لي طوال فترة عملي ولم يعيقني العمل عن دخول المطبخ والاستمتاع بتحضير الأطباق التي احب والتعلم المستمر من والدتي رحمها الله، لكن عند زواجي تركت العمل وتفرغت لتأسيس عائلة، وهنا أصبحت هوايتي في أوجها حيث مطبخي جزء أساسي في حياتي.

 

          أخبرينا عن بداياتك مع الطبخ؟

 

الأساس هو والدتي، فقد كانت تعشق الطهي ومبدعة في هذا المجال، أتذكر أنني دوماً كنت حولها وحول جدتي في المطبخ، أحببت الطهي منذ طفولتي وكنت اطلب المشاركة في إعداد الأطباق . وقد كانت والدتي تشاركني في الأمور التي يمكنني عملها واذكر أنها كانت تنتظر عودتي من المدرسة لتعلمني شيئاً جديداً تعرف انني احب ان أساعدها في طهيه... وهكذا نمت معي هذه الهواية وأصبحت أقوم بإعداد بعض الأطباق وحدي، كان لدى والدتي بعض كتب الطبخ العربية والأجنبية اضافة إلى دفترها الذي تدون فيه الوصفات التي تأخذها او تجربها مع اضافة ملاحظاتها وتعديلاتها، ثم بدأت اشتري كتب ومجلات الطهي واعد أطباقًا جديدة بكل متعة.

 

          ماهي أول وصفة حضرتها؟

 

كنت حينها في العاشرة من عمري على ما اذكر،  كانت باستا بصلصة البندورة واسكالوب اللحم. كانت والدتي مسافرة مع اخواتي في زيارة لخالتي، وكنت في البيت مع والدي وقررت ان اطهو لنا، والنتيجة كانت شهية.

 

          كيف بدأتي مع  فتافيت؟

 

كنت في هذه الفترة احضّر لكتابة اول كتاب طهي لي، وصدفة جاء احدهم لتعديل شيء في الستالايت لدينا، وانتبه إلى اهتمامي بالطبخ فاقترح ان يضيف لنا قناة جديدة اسمها ( فتافيت) ولم اكن أعرف عن وجودها، طبعا طلبت منه إضافتها، بعد يومين من ذلك أعلنت القناة عن مسابقة سمتها ( ستار شيف ) فشجعتني عائلتي على المشاركة وفعلت. كنت بين العشرة الفائزين حيث ان القناة لم تفرز فائزاً إنما عشرة معاً، ثم تواصلوا معي لتصوير برنامج اسمه ( تسلم الأيادي) وهكذا كانت البداية معهم ثم توالت البرامج المصورة لي كما قامت فتافيت بنشر كتاب لي سميته ( على مائدة دعد).

 

هل كان أول برنامج لك على قناة فتافيت؟
 

نعم.

 

تعرف عليك المشاهدين من خلال برنامج  تسلم الأيادي، ما الصعوبات التي واجهتك خلال تصوير البرنامج؟

حصل معي مواقف مضحكة صراحة، كانت اول مرة لي اقف اطبخ أمام الكاميرات، توترت جداً وكنت اتلعثم وأحيانًا أوقع الملاعق أو أنسى وضع بعض المكونات وهكذا هههههه. رغم انني كنت متمكنة جداً، إنما بفضل مخرجة البرنامج السيدة دارين الخطيب التي كانت قمة في الاحترافية ساعدتني في التغلب على توتري وبعد تصوير أول الحلقات غاب التوتر وأصبحت اقف بكل ثقة وعلى طبيعتي الحمد لله.

 

ما هو أجمل وأصعب شيء بمهنة الشيف؟

 

بالنسبة لي اجد كل شيء جميل، حتى الضغوطات عندما يكون الوقت محدوداً  أو يحدث اي طارئ خلال التصوير، قد يزعجني للحظات لكن فوراً استعيد شعوري بالسعادة في القيام بما احب عمله والذي هو شغف قبل كل شيء. لا اتذمر وأقول في نفسي انني سأقدم بكل طاقتي ومحبتي وكل شيء سيؤول إلى ما يرام بإذن الله.

 

أطرف موقف حدث معك خلال التصوير؟

 

لا أنسى ابداً موقفاً مضحكاً جداً، اذ كنت اصور اعلاناً لاحد المنتجات وجرى التصوير في غاية السلاسة، الا انني في نهاية التصوير ختمت البرنامج بذكر اسم منتج لشركة أخرى وعند اعادة المقطع قمت بنفس الخطأ !!!  فقمنا بإعادة التصوير اكثر من مرة.

 

ما الذي يميز كل برنامج قدمتة وأي برنامج هو الأقرب لقلبك ولماذا؟

 

احببت كل البرامج التي صورتها لكن الأقرب لي هو برنامج ( ذكريات حلوة ) الذي صورت جزئين منه حتى الآن.

 

كيف تصفين طعامك ووصفاتك؟

ما يهمني في أطباقي أن تكون بأشهى ما يمكن من طعم، هدفي الاول والذي لا أتنازل عنه ابداً كما أصف ما أقدمه من وصفات ( بالسهل الممتنع ). هي وصفات يمكن اعدادها بسهولة إذا اتبعت كل الخطوات والنصائح التي اوردها خلال تقديمي، لا أفوت اي تفصيل في الوصفة لانني اريد ان يتذوق الناس الوصفة كما اريدها.

 

ما هي الأطباق المفضلة لديك، وأي مطبخ تفضلين؟

 

ورق الدوالي (ورق العنب) مع الكوسى، والمنسف هما احب طبقين لي. المطبخ الذي أفضل هو المطبخ العربي ومن ثم الإيطالي ثم باقي المطابخ.

 

 

ما شعورك بكونك شيف مشهورة؟

 

شعور جميل جداً. لانني اشعر بمحبة المتابعين واحترامهم وتقديرهم. والأجمل انني احبهم جداً وعندما التقي باي من المتابعين اشعر كانهم أصدقاء لي وأنني اريد أن اقدم لهم دائماً كل ما لدي من خبرة ووصفات. اسعد جداً جداً بالتواصل معهم سواء شخصياً أو على وسائل التواصل الاجتماعي. فأنا اجيب دوماً على استفساراتهم مهما كنت منشغلة، هم ثروتي الجميلة.
 

هل تتابعيين برنامج الطهي؟

 

نعم أكيد. اتابع برامج طهي عديدة، القديم منها والجديد، عربي وأجنبي وبكثير من الشيفات والمقدمين. أحب ذلك كثيراً.

 

أي شيف أو مؤلف كتب طهي يلهمك؟

لا يوجد هنالك أسم معين، إذا اعجبتني الوصفات اشتري الكتاب، أحياناً يكون شيف جديد أو هاوٍ تعجبني وصفاته أو أسلوبه، وأحياناً شيفات ومؤلفون معروفون قد لا أجد في وصفاتهم ما يشدني. اتبع ذوقي دون التأثر بشهرة المؤلف.

 

ما هو مصدر إلهامك لتبتكري وصفات جديدة؟

 

كل شيء... قد يكون فكرة تخطر ببالي... طبق جديد أو مكون جديد أراه في السوق، طبق تذوقه في مطعم، صورة طبق تمر في مجلة مثلاً. دائماً لدي حماس لتجربة وصفات جديدة أو تجديد وتعديل وصفاتي للوصول إلى طعم الذ ومكونات متنوعة. صراحة لا اعلم إن كان جوابي كافياً ويعبر عن شغفي الكبير بالمطبخ، هو يعطيني سعادة لا توصف.

 

هواياتك؟

 

هوايتي الرسم خاصة بالألوان المائية والرصاص، إضافة إلى القراءة.

 

مشاريعك المستقبلية؟

أتمنى أن افتح مطعماً صغيراً أقوم أنا بالطهي، اقدم أطباقي بيدي إن شاء الله وأيضاً تأليف كتاب جديد.

 

برأيك ما هو مفتاح نجاح الشيف؟

أن يكون دافع الشيف دائماً هو حبه للطهي وليس اي شيء آخر، ان يفكر فقط بتقديم الأفضل وبلمسته وذوقه الخاص.

 

ما هي النصيحة التي تقدميها لأي مراهق يحلم بأن يصبح شيف في المستقبل؟

 

نصيحتي الأولى هي أن يضع نصب عينيه ان يكون حبه للطهي حقيقي. يختبر ذلك من خلال وجوده في مطبخه، هل يشعر بسعادة؟ هل ينسى تعبه؟ هل يشعر انه يقوم بشيء جميل؟ أن كان كذلك فليستمر، هنا عليه ان يعزز شغفه بالعلم مع الاستمرار في تجارب خاصة به في مطبخه. ان تكون له لمسة وذوق خاص دون ان يقلد احداً، ثم الصبر، فالتمكن والإبداع بحاجة لمثابرة واطلاع دائم على التطورات التي تحدث في عالم الطهي، ولكن كل ذلك كما أقول دائماً يجب ان يكون نابعاً عن حب وهواية وشغف للطهي.