«ملك
النشاز» لقب يحمله بعض المغنين لقلّة ثقافتهم الموسيقية
ألقاب جديدة في قاموس الفن
الحديث
كثر الكلام في الآونة الاخيرة عن النشاز الذي يصدر عن بعض
الفنانين عندما يغنون مباشرة على المسرح، فيفقدون النوتات
الاصلية ويخطئون في الايقاعات اللازمة فتأتي الجملة الموسيقية
ناقصة واحياناً كثيرة مشوهة غير مفهومة. ويطلق ملحنون وموزعون
موسيقيون القاباً عدة على فنانين عرفوا بقدرتهم على النشاز
المستمر اثناء التسجيل في الاستديو او على المسرح فيسمون هذا «ملك
النشاز» وتلك «اميرة النشاز» وآخر بالمنشز Number one اي الاول
في هذا المضمار بين زملائه. وعادة ما يفسر النشاز من قبل البعض
خيانة الصوت لصاحبه فيما يعتبره آخرون فشل الاذن في التقاط
النوتة الموسيقية، بينما يؤكد احد العاملين في مجال الصوت انه
نتيجة خروج المطرب عن الايقاع والنغمات الموسيقية وان عدم
التزود بثقافة موسيقية عالية يقف وراء الغناء غير الصحيح. ولعل
ظاهرة «البلاي باك» التي راجت اخيراً بين عدد من المطربين
اللبنانيين جاءت نتيجة تفشي هذا النوع من الغناء لدى شريحة لا
يستهان بها منهم، لذلك كانوا في كل مرة يظهرون بها على المسرح
او في مقابلة ما مباشرة على الهواء يشترطون على المقدم او صاحب
الحفل اللجوء الى الـ «بلاي باك» لينقذهم فيحتفظون بماء الوجه
اقله على الفضائيات المنتشرة في العالم اجمع. ومن نجوم الفن
الذين لا ينكرون ارتكابهم «النشاز» احياناً المطربة اللبنانية
اليسا والتي ذكرت في احدى المقابلات معها «ان النشاز ليس حكراً
على احد وقد يصيب النجم المخضرم كما المبتدىء لانه يأتي احياناً
كثيرة من عوامل خارجة عن سيطرة المطرب».
وكان لظهور المطرب اللبناني اخيراً عاصي الحلاني في ستار
اكاديمي صدى طيب لدى المشاهد العربي عامة الا انه فاجأ جمهوره
بكمية النشاز الكبيرة التي اقترفها اثناء وصلته الموسيقية حتى
خيّل للبعض ان عاصي هو طالب الاكاديمية وبشار الغزاوي (الاردني)
هو النجم وذلك اثناء اداء اغنية «وان كان علي». واوضح احد
القيمين على البرنامج بأن الامر كان طبيعياً لان الخطأ الذي
اقترفه عاصي من حيث النشاز جاء نتيجة عدم سماعه الموسيقى
وضربات الايقاع بوضوح لشدة الضوضاء الموجودة في الاستوديو وعلى
المسرح. والمعروف عن عاصي الحلاني امتلاكه المسرح عند اعتلائه
له بحيث من النادر ان ينشز. وترى المطربة امل حجازي والذي عرف
عنها في بداية مشوارها لجوؤها الى طريقة «البلاي باك» لتفادي
النشاز. انما اليوم «تحسنت وبات صوتها يخدمها بشكل افضل بعد ان
اصبحت تعرف كيفية استعمال مخارج الحروف فصارت تغني مباشرة وبكل
ثقة بالنفس، ومن المطربات اللبنانيات اللواتي قلما ينشزن اثناء
وصلاتهن الغنائية ديانا حداد».
والمعروف عنها استعمالها طريقة قديمة لتصويب
صوتها اثناء الغناء من خلال الضغط على اذنها بيدها مما يخولها
سماع نفسها وبالتالي الحؤول دون الوقوع بالخطأ.
اما وائل كفوري فمن النادر ما يستعمل وسيلة «البلاي
باك» في اطلالاته التلفزيونية وحتى اثناء احيائه حفلات غنائية
ضخمة فهو من المطربين القلائل الذين يتمتعون بصوت نقي واضح
ووفي لصاحبه اذ لا يخونه حتى في لحظات الاوف... والطرب والآهات
الطويلة ويلقب بصاحب الصوت الذهبي. ويؤكد احد اختصاصيي الصوت
الدكتور بسام روماندس بان النشاز قد ترتفع نسبة وجوده في
الاصوات المسنة، اي عند الاشخاص المتقدمين في السن لان الحبال
الصوتية تصبح ضعيفة فلا تتحمل ضغط الصوت او ارتفاعه، ليس كما
هو الامر عندما يكون صاحبها شاباً. الا ان المطرب اللبناني
وديع الصافي خرج عن القاعدة وبرهن العكس فهو اليوم في عمر يفوق
الثمانين وما زال يتمتع بصوت قوي وواضح ولم يلجأ الى الغناء
على طريقة البلاي ـ باك في اي من حفلاته او استضافاته
التلفزيونية وذلك بشهادة عازفي الموسيقى الذين يرافقونه ومقدمي
البرامج الذين استضافوه.
المقالة من جريدة الشرق الأوسط |